نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 10 صفحه : 247
سورة
القدر
مدنيّة
في قول أكثر المفسرين ، قال علي بن الحسين بن واقد : هي أوّل
سورة
نزلت بالمدينة ، وروى شيبان عن قتادة أنها مكيّة ، وهي رواية نوفل
ابن
أبي عقرب عن ابن عباس وهي مائة واثنا عشر حرفا وثلاثون كلمة وخمس آيات
أخبرنا الجنازي
قال : حدّثنا ابن خنيس قال : حدّثني أبو العباس محمد بن موسى الدقّاق الرازي قال :
حدّثنا عبد الله بن روح المدائني [عن بكر] بن سواد قال : حدّثنا مخلد بن عبد
الواحد عن علي بن زيد عن زر بن حبيش عن أبي قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ سورة القدر أعطي من الأجر كمن صام رمضان ،
وأعطي إحياء ليلة القدر» [١٩٤] [١].
(إِنَّا أَنْزَلْناهُ
فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) يعني القرآن كناية عن غير مذكور ، جملة واحدة في ليلة
القدر من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ، فوضعناه في بيت العزّة وأملاه جبرئيل
على السّفرة ثم كان ينزله جبرئيل على محمد عليهماالسلام بنحو ما كان ، من أوّله إلى آخره بثلاث وعشرين سنة ، ثم
عجّب نبيّه عليهالسلام فقال : (وَما أَدْراكَ ما
لَيْلَةُ الْقَدْرِ).
والكلام في
ليلة القدر على خمسة أبواب :
الباب
الأوّل : في مأخذ هذا الاسم ومعناه ، واختلف العلماء ، فقال أكثرهم : هي ليلة الحكم والفصل
يقضي الله فيها قضاء السنة ، وهو مصدر من قولهم : قدر الله الشيء قدرا وقدرا لغتان
كالنّهر والنّهر والشّعر والشّعر ، وقدّره تقديرا له بمعنى واحد ، قالوا : وهي الليلة
التي قال الله سبحانه : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ
فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ
حَكِيمٍ)[٢] وإنّما سمّيت ليلة القدر مباركة ؛ لأن الله سبحانه ينزل
فيها الخير والبركة والمغفرة.